فصل: قال الألوسي:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال الألوسي:

{القارعة مَا القارعة}
الجمهور على أنها القيامة نفسها ومبدؤها النفخة الأولى ومنتهاها فصل القضاء بين الخلائق وقيل صوت النفخة وقال الضحاك هي النار ذات التغيظ والزفير وليس بشيء وأيًا ما كان فهي من القرع وهو الضرب بشدة بحيث يحصل منه صوت شديد وقد تقدم الكلام فيها وكذا ما يعلم منه إعراب ما ذكر في الكلام على قوله تعالى: {الحاقة مَا الحاقة وَمَا أَدْرَاكَ مَا الحاقة} [الحاقة: 1-3].
وقرأ عيسى {القارعة} بالنصب وخرج على أنه بإضمار فعل أي اذكر القاعرة وقوله تعالى: {يَوْمَ يَكُونُ الناس كالفراش المبثوث} قيل أيضًا منصوب بإضمار اذكر كأنه قيل بعد تفخيم أمر القارعة وتشويقه عليه الصلاة والسلام إلى معرفتها {اذكر يَوْمَ يَكُونُ الناس} إلخ فإنه يدريك ما هي.
وقال الزمخشري ظرف لمضمر دلت عليه القاعرة أي تقرع يوم وقال الحوفي ظرف تأتي مقدرًا وبعضهم قدر هذا الفعل مقدمًا على القارعة وجعلها فاعلًا له أيضًا وقال ابن عطية ظرف للقارعة نفسها من غير تقدير ولم يبين أي القوارع أراد وتعقبه أبو حيان بأنه إن أراد اللفظ الأول ورد عليه الفصل بين العامل وهو في صلة أل والمعمول بالخبر وهو لا يجوز وإن أراد الثاني أو الثالث فلا يلتئم معنى الظرف معه وأيد بقراءة زيد بن علي يوم بالرفع على ذلك وقدر بعضهم المبتدأ وقتها والفراش قال في (الصحاح) جمع فراشة التي تطير وتهافت في النار وهو المروى عن قتادة وقيل هو طير رقيق يقصد النار ولا يزال يتقحم على المصباح ونحوه حتى يحترق وقال الفراء هو غوغاء الجراد الذي ينتشر في الأرض ويركب بعضه بعضًا من الهول وقال صاحب التأويلات اختلفوا في تأويله على وجوه لكن كلها ترجع إلى معنى واحد وهو الإشارة إلى الحيرة والاضطراب من هول ذلك اليوم واختار غير واحد ما روى عن قتادة وقالوا شبهوا في الكثرة والانتشار والضعف والذلة والمجيء والذهاب على غير نظام والتطاير إلى الداعي من كل جهة حين يدعوهم إلى المحشر بالفراش المتفرق المتطاير قال جرير:
إن الفرزدق ما علمت وقومه ** مثل الفراش غشين نار المصطلى

{وَتَكُونُ الجبال كالعهن} أي الصوف مطلقًا أو المصبوغ كما قيده الراغب به وقد تقدم الكلام فيه في المعارج وكان بمعنى صار أي وتصير جميع الجبال كالعهن {المنفوش} المفرق بالإصبع ونحوها في تفرق أجزائها وتطايرها في الجو حسبما ينطق به غير آية. اهـ.

.قال ابن عاشور:

{الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2)}
الافتتاح بلفظ {القارعة} افتتاح مهول، وفيه تشويق إلى معرفة ما سيخبر به.
وهو مرفوع إما على الابتداء و{ما القارعة} خبره ويكون هناك منتهى الآية.
فالمعنى: القارعة شيء عظيم هي.
وهذا يجري على أن الآية الأولى تنتهى بقوله: {ما القارعة}.
وإمّا أن تكون {القارعة} الأولُ مستقلًا بنفسه، وعُدّ آية عند أهل الكوفة فيقدر خبرٌ عنه محذوف نحو: القارعة قريبة، أو يقدر فعل محذوف نحو أتت القارعة، ويكون قوله: {ما القارعة} استئنافًا للتهويل، وجُعل آية ثانية عند أهل الكوفة، وعليه فالسورة مسمطة من ثلاث فواصل في أولها وثلاث في آخرها وفاصلتين وسطها.
وإعادة لفظ {القارعة} إظهار في مقام الإِضمار عدل عَنْ أن يقال: القارعة ماهِيهْ، لما في لفظ القارعة من التهويل والترويع، وإعادة لفظ المبتدأ أغنت عن الضمير الرابط بين المبتدأ وجملة الخبر.
والقارعة: وصف من القرع وهو ضرب جسم بآخر بشدة لها صوت.
وأطلق القرع مجازًا على الصوت الذي يتأثر به السامع تأثُّر خوف أو اتعاظ، يقال: قَرع فُلانًا، أي زجره وعَنَّفه بصوت غضب.
وفي المقامة الأولى: (ويقرع الأسماع بزواجر وعظه).
وأطلقت {القارعة} على الحدث العظيم وإن لم يكن من الأصوات كقوله تعالى: {ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة} [الرعد: 31] وقيل: تقول العرب: قرعت القوم قارعة، إذا نزل بهم أمر فظيع ولم أقف عليه فيما رأيت من كلام العرب قبل القرآن.
وتأنيث {القارعة} لتأويلها بالحادثة أو الكائنة.
و{ما} استفهامية، والاستفهام مستعمل في التهويل على طريقة المجاز المرسل المركب لأن هول الشيء يستلزم تساؤل الناس عنه.
ف {القارعة} هنا مراد بها حادثة عظيمة.
وجمهور المفسرين على أن هذه الحادثة هي الحشر فجعلوا القارعة من أسماء يوم الحشر مثل القيامة، وقيل: أريد بها صيحة النفخة في الصُّور، وعن الضحاك: القارعة النار ذات الزفير، كأنه يريد أنها اسم جهنم.
وهذا التركيب نظير قوله تعالى: {الحاقة ما الحاقة وما أدراك ما الحاقة} [الحاقة: 1 3] وقد تقدم.
ومعنى {وما أدراك ما القارعة} زيادة تهويل أمر القارعة و{ما} استفهامية صادقة على شخص، والتقدير: وأي شخص أدراك، وهو مستعمل في تعظيم حقيقتها وَهَوْلها لأن هول الأمر يستلزم البحث عن تعرفة.
و{أدراك}: بمعنى أعلمك.
و{ما القارعة} استفهام آخر مستعمل في حقيقته، أي ما أدراك جواب هذا الاستفهام.
وسدّ الاستفهام مَسدَّ مفعولي {أدراك}.
وجملة: {وما أدراك ما القارعة} عطف على جملة {ما القارعة}.
والخطاب في {أدراك} لغير معين، أي وما أدراك أيها السامع.
وتقدم نظير هذا عند قوله تعالى: {الحاقة ما الحاقة وما أدراك ما الحاقة} [الحاقة: 1 3] وتقدم بعضه عند قوله تعالى: {وما أدراك ما يوم الدين} في سورة الانفطار (17).
{يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4)}
{يوم} مفعول فيه منصوب بفعل مضمر دل عليه وصف القارعة لأنه في تقدير: تَقْرع، أو دل عليه الكلام كله فيقدر: تكون، أو تحصل، يوم يكون الناس كالفراش.
وجملة: {يوم يكون الناس} مع متعلقها المحذوف بيان للإِبهامين اللذين في قوله: {ما القارعة} [القارعة: 2] وقوله: {وما أدراك ما القارعة} [القارعة: 3].
وليس قوله: {يوم يكون الناس} خبرًا عن {القارعة} إذ ليس سياق الكلام لتعيين يوم وقوع القارعة.
والمقصود بهذا التوقيت زيادة التهويل بما أضيف إليه {يوم} من الجملتين المفيدتين أحوالًا هائلة، إلا أن شأن التوقيت أن يكون بزمان معلوم، وإذ قد كان هذا الحال الموقت بزمانه غير معلوم مَداه.
كان التوقيت لهُ إطماعًا في تعيين وقت حصوله إذ كانوا يَسألون متى هذا الوعد، ثم توقيته بما هو مجهول لهم إبهامًا آخر للتهويل والتحذير من مفاجأته، وأبرز في صورة التوقيت للتشويق إلى البحث عن تقديره، فإذا باء الباحث بالعجز عن أخذ بحيطة الاستعداد لحلوله بما ينجيه من مصائبه التي قرَعتْ به الأسماع في آي كثيرة.
فحصل في هذه الآية تهويل شديد بثمانية طرق: وهي الابتداء باسم القارعة، المؤذن بأمر عظيم، والاستفهام المستعمل في التهويل، والإِظهار في مقام الإِضمار أول مرة، والاستفهامُ عما ينْبئُ بكنه القارعة، وتوجيهُ الخطاب إلى غير معين، والإِظهار في مقام الإِضمار ثاني مرة، والتوقيتُ بزمان مجهولٍ حصوله وتعريف ذلك الوقت بأحوال مهولة.
والفَراش: فرخ الجَراد حين يخرُج من بيضه من الأرض يَركب بعضه بعضًا وهو ما في قوله تعالى: {يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر} [القمر: 7].
وقد يطلق الفراش على ما يطير من الحشرات ويتساقط على النار ليْلًا وهو إطلاق آخر لا يناسب تفسيرُ لفظ الآية هنا به.
و{المبثوث}: المتفرق على وجه الأرض.
وجملة: {وتكون الجبال كالعهن المنفوش} معترضة بين جملة {يوم يكون الناس كالفراش المبثوث} وجملة: {فأما من ثقلت موازينه} [القارعة: 6] الخ.
وهو إدماج لزيادة التهويل.
ووجه الشبه كثرة الاكتظاظ على أرض المحشر.
والعِهن: الصوف، وقيل: يختص بالمصبوغ الأحمر، أو ذي الألوان، كما في قول زهير:
كأنَّ فُتات العِهن في كل منزلٍ ** نَزَلْنَ به حبُّ الفَنَا لم يُحَطَّمِ

لأن الجبال مختلفة الألوان بحجارتها ونبتها قال تعالى: {ومن الجبال جدد بيض وحمر مختلف ألوانها} [فاطر: 27].
والمنفوش: المفرق بعض أجزائه عن بعض ليغزل أو تحشى به الحشايا، ووجه الشبه تفرق الأجزاء لأن الجبال تندكّ بالزلازل ونحوها فتتفرق أجزاءً.
وإعادة كلمة {تكون} مع حرف العطف للإِشارة إلى اختلاف الكونين فإن أولهما كونُ إيجاد، والثاني كون اضمحلال، وكلاهما علامة على زوال عالم وظهور عالم آخر.
وتقدم قوله تعالى: {وتكون الجبال كالعهن} في سورة المعارج (9). اهـ.

.تفسير الآيات (6- 11):

قوله تعالى: {فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما كان اليوم إنما يوصف لأجل ما يقع فيه، سبب عن ذلك قوله مفصلًا لهم: {فأما من ثقلت} أي بالرجحان.
ولما كانت الموزونات كثيرة الأنواع جدًا، جمع الميزان باعتبارها فقال: {موازينه} أي مقادير أنواع حسناته باتباع الحق لأنه ثقيل في الدنيا واجتناب الباطل، والموزون الأعمال أنفسها تجسدًا وصحائفها {فهو} بسبب رجحان حسناته {في عيشة} أي حياة تتقلب فيها، ولعله ألحقها الهاء الدالة على الوحدة- والمراد العيش- ليفهم أنها على حالة واحدة- في الصفاء واللذة وليست ذات ألوان كحياة الدنيا {راضية} أي ذات رضى أو مرضية لأن أمه- جنة عالية {وأما من خفت} أي طاشت {موازينه} أي بأن غلبت سيئاته أو لم تكن له حسنة لاتباعه الباطل وخفته عليه في الدنيا {فأمه} أي التي تؤويه وتضمه إليها كما يقال للأرض: أم- لأنها تقصد لذلك، ويسكن إليها كما يسكن إلى الأم، وكذا المسكن، وهو يفهم أنه مخلوق منها غلب عليه طبع الشيطان لكون العنصر الناري أكثر أجزائه، وعظمها بالتنكير والتعبير بالوصف المعلم بأنه لا قرار لها فقال: {هاوية} أي نار نازلة سافلة جدًا فهو بحيث لا يزال يهوي فيها نازلًا وهو في عيشة ساخطة، فالآية من الاحتباك، ذكر العيشة أولًا دليلًا على حذفها ثانيًا، وذكر الأم ثانيًا دليلًا على حذفها أولًا.
ولما كانت مما يفوت الوصف بعظيم أهوالها وشديد زلزالها، جمع الأمر فيها فقال منكرًا أن يكون مخلوق يعرف وصفها: {وما أدراك} أي وأيّ شيء أعلمك وإن اشتد تكلفك {ما هيه} أي الهاوية لأنه لم يعهد أحد مثلها ليقيسها عليه، وهاء السكت إشارة إلى إن ذكرها مما يكرب القلب حتى لا يقدر على الاسترسال في الكلام أو إلى- أنها مما ينبغي للسامع أن يقرع بهذا الاستفهام عنها سمعه فيسكت لسماع الجواب وفهمه غاية السكوت ويصغي غاية الإصغاء.
ولما هوّلها بما ذكر، أتبعها ما يمكن البشر معرفته من وصفها فقال: {نار حامية} أي قد انتهى حرها، هذا ما تتعارفونه بينكم، وأما التفاصيل فأمر لا يعلمه إلا الله تعالى، وهذا نهاية القارعة، فتلاؤم الأول للآخر واضح جدًا وظاهر- والله أعلم. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

{فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6)}
واعلم أنه تعالى لماوصف يوم القيامة قسم الناس فيه إلى قسمين فقال: {فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ موازينه} واعلم أن في الموازين قولين:
أحدهما: أنه جمع موزون وهو العمل الذي له وزن وخطر عند الله، وهذا قول الفراء قال: ونظيره يقال: عندي درهم بميزان درهمك ووزن درهمك وداري بميزان دارك ووزن دارك أي بحذائها.
والثاني: أنه جمع ميزان، قال ابن عباس: الميزان له لسان وكفتان لا يوزن فيه إلا الأعمال فيؤتى بحسنات المطيع في أحسن صورة، فإذا رجح فالجنة له ويؤتى بسيئات الكافر في أقبح صورة فيخف وزنه فيدخل النار.
وقال الحسن: في الميزان له كفتان ولا يوصف، قال المتكلمون: إن نفس الحسنات والسيئات لا يصح وزنهما، خصوصًا وقد نقضيا، بل المراد أن الصحف المكتوب فيها الحسنات والسيئات توزن، أو يجعل النور علامة الحسنات والظلمة علامة السيئات، أو تصور صحيفة الحسنات بالصورة الحسنة وصحيفة السيئات بالصورة القبيحة فيظهر بذلك الثقل والخفة، وتكون الفائدة في ذلك ظهور حال صاحب الحسنات في الجمع العظيم فيزداد سرورًا، وظهور حال صاحب السيئات فيكون ذلك كالفضيحة له عند الخلائق.
فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (7)
أما قوله تعالى: {فَهُوَ في عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ} فالعيشة مصدر بمعنى العيش، كالخيفة بمعنى الخوف، وأما الراضية فقال الزجاج: معناه أي عيشة ذات رضا يرضاها صاحبها وهي كقولهم لابن وتأمر بمعنى ذو لبن وذو تمر، ولهذا قال المفسرون: تفسيرها مرضية على معنى يرضاها صاحبها.
وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8)
ثم قال تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ موازينه} أي قلت: حسناته فرجحت السيئات على الحسنات قال أبو بكر رضي الله عنه: إنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه باتباعهم الحق في الدنيا وثقله عليهم، وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الحق أن يكون ثقيلًا، وإنما خفت موازين من خفت موازينه باتباعهم الباطل في الدنيا وخفته عليهم، وحق لميزان يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفًا، وقال مقاتل: إنما كان كذلك لأن الحق ثقيل والباطل خفيف.
فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10)
أما قوله تعالى: {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} ففيه وجوه:
أحدها: أن الهاوية من أسماء النار وكأنها النار العميقة يهوى أهل النار فيها مهوى بعيدًا، والمعنى فمأواه النار، وقيل: للمأوى أم على سبيل التشبيه بالأم التي لا يقع الفزع من الولد إلا إليها.
وثانيها: فأم رأسه هاوية في النار ذكره الأخفش، والكلبي، وقتادة قال: لأنهم يهوون في النار على رؤوسهم.
وثالثها: أنهم إذا دعوا على الرجل بالهلاك قالوا: هوت أمه لأنه إذا هوى أي سقط وهلك فقد هوت أمه حزنًا وثكلًا، فكأنه قيل: {وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ موازينه} فقد هلك.
ثم قال تعالى: {وَمَا أَدْرَاكَ ما هيه} قال صاحب الكشاف: {هيه} ضمير الداهية التي دل عليها قوله: {فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ} في التفسير الثالث: أو ضمير {هاوية}: والهاء للسكت فإذا وصل جاز حذفها والاختيار الوقف بالهاء لاتباع المصحف والهاء ثابتة فيه، وذكرنا الكلام في هذه الهاء عند قوله: {لَمْ يَتَسَنَّهْ} [البقرة: 259] {فَبِهُدَاهُمُ اقتده} [الأنعام: 90] {مَا أغنى عَنّى مَالِيَهْ} [الحاقة: 28].
نَارٌ حَامِيَةٌ (11)
ثم قال تعالى: {نَارٌ حَامِيَةٌ} والمعنى أن سائر النيران بالنسبة إليها كأنها ليست حامية، وهذا القدر كاف في التنبيه على قوة سخونتها، نعوذ بالله منها ومن جميع أنواع العذاب، ونسأله التوفيق وحسن المآب: ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزِنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد. اهـ.